شارك وفد المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات برئاسة مديرها العام سعادة المهندس/ محمد بن عمر في فعاليات منتدى لشبونة 2025، الذي ينظمه مركز الشمال والجنوب التابع لمجلس أوروبا تحت شعار الذكاء الاصطناعي والحوكمة العالمية: الحقوق، التمثيلية، والاستعداد.

وتهدف مشاركة المنظمة إلى إبراز رؤية عربية متوازنة حول قضايا الذكاء الاصطناعي وتحديات الحوكمة الرقمية، من خلال تقديم مقاربات عملية قائمة على حقوق الإنسان، وتشجيع التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.

مساهمة في أعمال لجنة البرنامج الأوروبي – الجنوب الخامس

في 27  أكتوبر 2025، شاركت المنظمة في أعمال الاجتماع الأخير للجنة التوجيهية للبرنامج الأوروبي – الجنوب الخامس، حيث تقدمت بثلاثة مقترحات رئيسية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وهي:

  1. إرساء آلية منتظمة لتبادل المعلومات بين المنظمة العربية (AICTO) وفرق عمل البرنامج والمنظمات الإقليمية الأخرى، لتفادي الازدواجية واستكشاف فرص التمويل المشترك.
  2. استخدام منصات المنظمة لنشر الممارسات الفضلى وأدوات التدريب المطوّرة ضمن البرنامج، مثل برنامج HELP لتعليم حقوق الإنسان للمهنيين القانونيين، بما يضمن تبنّيًا مستدامًا على المستوى الإقليمي.
  3. تسخير شبكة خبراء المنظمة التقنيين لدعم أنشطة البرنامج المتعلقة بالحوكمة الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات المفتوحة، ونزاهة العمليات الرقمية، بما يعزز الشفافية والفعالية المؤسسية.

مشاركة فاعلة في جلسات المنتدى

خلال الجلسة الثانية من المنتدى، التي عُقدت يوم 28 أكتوبر 2025 تحت عنوان التغلب على تحديات التنفيذ من خلال محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي, قدمت المنظمة رؤيتها حول ترجمة استراتيجيات الذكاء الاصطناعي القائمة على حقوق الإنسان إلى ممارسات عملية تراعي خصوصيات المنطقة العربية وتحدياتها.

وأكدت المنظمة على أهمية تعزيز الوعي والقدرات في مجال الذكاء الاصطناعي لدى صناع القرار، والمهنيين القانونيين، والمواطنين، مع التركيز على إعداد الأجيال الجديدة لتكون فاعلة ومسؤولة في الفضاء الرقمي.

وتندرج هذه الجهود في سياق التعاون المتواصل بين المنظمة ومجلس أوروبا في مجالات الأمن السيبراني، ومكافحة الجريمة الإلكترونية، وحوكمة البيانات الشخصية.

 

ورشة عمل إقليمية حول حوكمة أخلاقية للذكاء الاصطناعي

اختتمت مشاركة المنظمة بتنظيم ورشة عمل بعنوان “بناء إطار حوكمة أخلاقي، شامل ومنصف للذكاء الاصطناعي في المنطقة العربية، وذلك يوم 29  أكتوبر 2025 في لشبونة، بالتعاون مع مجلس أوروبا. وهدفت الورشة إلى تقييم واقع تبنّي الذكاء الاصطناعي وحوكمته في المنطقة العربية، واستعراض الاستراتيجيات الكفيلة ببناء أطر حوكمة أخلاقية وشاملة تتماشى مع الخصوصيات الاجتماعية والثقافية للدول العربية، مع الاستفادة من التجارب الدولية المقارنة.

وخلال كلمته، أكد سعادة المهندس محمد بن عمر، المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات، على أن العالم يعيش اليوم عصر “مجتمع الذكاء الاصطناعي”، حيث لم تعد التقنية مجرد أداة، بل قوة محركة لإعادة تشكيل الاقتصاد والمجتمع، مما يستوجب حوكمة رشيدة تضع الإنسان وكرامته في صميم التطور الرقمي.

وشدد على أن التحدي الأكبر يتمثل في بناء الثقة من خلال إطار حوكمة عربي يقوم على ثلاث ركائز أساسية: الأخلاقيات، الشمولية والإنصاف، والمرونة التنظيمية، بما يضمن عدالة استخدام الذكاء الاصطناعي وتكافؤ فرص الاستفادة منه. كما أبرز أهمية الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي والميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي كأرضية مشتركة لتوحيد الجهود العربية وتعزيز التكامل الإقليمي.

وأشار سعادة المدير العام إلى أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تضافر جهود الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمع الأكاديمي والمدني، والمنظمات الإقليمية لتطوير أطر تشريعية وأخلاقية متوازنة، تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الحديثة.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن هذا اللقاء، المنعقد في إطار منتدى لشبونة 2025، يمثل خطوة عملية نحو الانتقال من المبادئ إلى التنفيذ، ودعوة مفتوحة لتعزيز التعاون العربي والدولي من أجل حوكمة إنسانية ومنصفة للذكاء الاصطناعي تخدم التنمية المستدامة وتكرّس مكانة المنطقة العربية في الاقتصاد الرقمي العالمي.